وذلك علي جميع المستويات ، وفي مختلف المجالات..ولكن القليل منها هو الذى لا تمحوه الذاكرة مهما طال الزمان.
ابن العم..محمد عبد العزيز (ديسمبر 1948)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " (للمزيد)
ــــــــــــــ
* يعتبر محمد عبد العزيز بحق ، هو محور أنشطة وتحركات عائلتنا الكبيرة ، ووجوده حتمي وضرورى وأمر مفروغ منه ، في أى مناسبة اجتماعية ، كما يعتبر في نفس الوقت بمثابة الدليل المتحرك والسجل الحي ، لكافة أحوال هذه العائلة ، ما ضيها وحاضرها ، آمالها وآلامها ، أفراحها وأحزانها ، تطلعاتها وإحباطاتها...إلخ.
{ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } الفرقان: 63
* بفضل السنوات التي قضاها في العمل في شركة الغزل الأهلية بكرموز ، وتوليه منصبا شديد الأهمية ، كمسئول عن التعيينات بالشركة ، تمكن من تشغيل المئات من أولاد الناس ، بما فيهم شباب العائلة وفتياتها ، وتحسين مستوياتهم المعيشية وأحوالهم الاجتماعية بالتالي ، وهكذا ساهم في فتح العديد من البيوت..إلا أن هذه الشركة ـ التي كانت إحدى قلاع صناعة الغزل والنسيج في مصر ـ تعرضت للخصخصة فيما بعد ، ونالها ما نال غيرها من مؤسسات القطاع العام من تدهور ثم إفلاس ثم اختفاء..ولشد ما أحزنه رؤيته لها أثرا بعد عين ، بعدما سويت بالأرض تماما ، فغلبه الحزن وبكي عليها بالدموع!
ش. بدر الجمالي الذى يقع فيه فرن المعلم محمد عبد الجواد بامبروزو
* قضيت مع محمد عبد العزيز الكثير من الأوقات الجميلة ، وعشت معه بعضا من ذكريات الشباب المبكر ، خلال فترة الدراسة الجامعية ، ومن هذه الذكريات قضاء بعض ليلي رمضان أثناء وجوده بالمخبز الخاص بوالده والكائن أمام منزلهم بكرموز ، حيث كان الأهالي يستأجرون الصاجات ويملئونها بأصناف الكعك المختلفة ، ثم يعودون بها إلي المخبز لتسويتها..ولعل الصورة التي أمامنا تذكرنا بهذه الأيام ، وإن كانت قد التقطت بمخبز المعلم محمد عبد الجواد خلال هذا الشهر الكريم.
البسطرمة..الطبق المفضل عند محمد
* ومما تعلمته من محمد عبد العزيز عمل طبق البسطرمة بالصلصة ، حيث كان ماهرا في شئون المطبخ ، ومولعا بإعداد هذا الطبق علي وجه الخصوص ، وقد نقلت هذه التجربة معي إلي أسيوط بعد التعيين في التربية والتعليم ، والسكن مع بعض الزملاء المغتربين ، القادمين من مختلف الأقاليم ، حيث كنت أحمل في حقيبتي أثناء العودة من الإجازة بعض المواد الغذائية ، ومنها قطعة البسطرمة لزوم عمل هذا الطبق الذى نال إعجاب الجميع ، ولا يحتاج إلي وقت أو محهود.
اللب الأسمر ..وسيلة التسلية في الطريق
* وبمناسبة الحديث عن المأكولات ، فلا بأس من الإشارة إلي أحد أنواع المسليات التي كان مولعا بها ، وأقصد اللب الأسمر ، الذى كان يملأ به جيوبه ، لكي يقطع به الوقت أثناء حضوره من كرموز إلي منزلنا في بواينو ، وكان ينوبنا منه "شوية" في معظم الأحيان.
محمد عبد العزيز..نوفمبر 1967
* لا يتسلل الملل إلي أى مجلس يتواجد به محمد عبد العزيز ، وذلك بفضل الموهبة التي يتمتع بها في جذب الانتباه إلي حكاياته وذكرياته وعلاقاته المتشعبة..فهو يروى مثلا أنه اشترى الـ 6 بيضات بتعريفة (أى 5 مليمات وأقة اللحم (وليس الكيلو) بعشرة قروش!
أغرب من الخيال
* وعند محمد الخبر اليقين: حادث من الصعب أن يتكرر..ويتمثل في وفاة ثلاثة "عدايل" ودفنهم وتقبل العزاء فيهم في يوم واحد ، وهم أزواج بنات خالته سليمة الثلاث!
* استقر محمد عبد العزيز مؤخرا في أحد أبراج القضاة في نهاية شارع الرصافة ، ويمكن الاستدلال علي سكنه بسهولة بالسؤال عن "أبو المحامين" حيث يعتز في أحاديثه بأنه أنجب في ذريته سبعة محامين ، أشهرهم وأقدمهم نجله سعيد ، الذى يقع مكتبه في منطقة كرموز ، بالقرب من بيت العائلة القديم.
ـــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
الوالد رحمه الله..وحبه الشديد لمحمد
* كان والدى ـ رحمه الله شديد الحب لمحمد عبد العزيز ، ويرتاح إليه أكثر من أى إنسان آخر ، ويتوق إلي رؤيته والجلوس معه ، وبفضي إليه بكل ما يجيش في صدره ، من آمال وآلام.. وعندما تعرض لحادث الوقوع في الطريق العام إثر اصطدم راكب دراجة طائشة به ، وظل طريح الفراش علي مدى عدة شهور ، كان محمد يتردد عليه بانتظام ، ويلبي بعض احتياجاته ، كما أحضر له من يعطيه العلاج الطبيعي الذى احتاج إليه بعد فك الجبس ، وظل قريبا منه إلي أن توفاه الله. (انظر: إهداء وافتتاح عن الوالد)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق