الأربعاء، 12 أغسطس 2009

عندما يراعي الإنسان ضميره

 
 
ـــــــــــ
محطة ترام السراى
أحد أعمال المرحوم حمدى النجار
* حمدى النجار: 
محله كان في أول ش ابو هيف من ناحية الترام ، نجار محترم اسمه حمدى وشغله يعتبر فن تشكيلي ، أعماله موجودة أمامي وأنا أتذكره بها دائما، هو اللي عمل المطبخ والريسبشن لرندا ابنة شقيقتي في سان استيفانو وكان آخررؤيتي له عندما كان يؤم المصلين في مسجد التواب الرحيم الملحق بكلية فكتوريا..تعرفت علي نجله  (Mohamed Mahrous Hamdi  من خلال البوست المنشور لي عن محطة ترام السراى علي جروب "الإسكندرية زمان"..ربنا يرحمه ويحسن إليه ويجعل مثواه الجنة وتعيشوا وتفتكروه..ربنا يجعل مراعاته للضمير في عمله في ميزان حسناته..المكتبة دى حاجة من الحاجات الجميلة اللي عملها والدك الله يرحمه ، كان فيها مكان للتليفزيون أبيض وأسود ، وأرفف لشرايط الكاسيت ، وتجليد الحائط اللي ظاهر منه جزء في الصورة
 
 الأسطي وجيه
يداه تتلف ف حرير
* الأسطي وجيه علي محمد: سباك ، لا يوجد له مثيل ف عالم السباكة. أرسلته العناية الإلهية لإنقاذنا من موال طويل ، كاد سباك آخر أن يورطنا فيه ، لولا أن تعرفنا به في الوقت المناسب ، عن طريق أحد الجيران في نفس العمارة ، وهو الحاج أمين ، المقيم بالشقة الواقعة أسفل شقتنا مباشرة ، والذى اشتكي لنا من تسرب مياه الحمام من خلال السقف

* التجأنا إلي أحد السباكين ، الذى صوّر لنا الموقف علي أنه كارثة ، وأنه  يحتاج إلي "تفوير" الحمام كله ، مما يستلزم قطع المياه عنه علي مدى عشرة أيام كاملة ، لحين خلع الأدوات الصحية والبلاط ، وإزالة الأتربة ، وجعل الأرضية علي السقف ، وذلك قبل أن يحتاج الأمر إلي هدم السقف نفسه وصبه من جديد!..

* وبينما كنا نتفاوض معه علي محاولة اختصار المدة المقررة بقدر الإمكان ، لصعوبة استغنائنا عن الحمام ، صعد إليناالحاج أمين ، وهو الجار المتضرر من تسرب المياه ، وأبدى دهشته الشديدة من توصيف السباك للموقف ، وحكي تجربته المشابهة ، قائلا إن الأمر لا يحتاج لأكثر من يوم ، أو يوم ونصف ، يتم خلاله علاج البالوعة والمنطقة المحيطة بها علي اتساع عدة بلاطات ليس إلا.

* ولما فشلت محاولات إقناع السباك ، مقابل إصراره علي أقواله ، انتفض واقفا ، وقال "لو عندكم سباك يعمل كده هاتوه"!.. 
* انتظرنا حضور  سباك آخر في اليوم التالي ، ولكنه لم يحضر ، مما جعل الحاج أمين يأتي برقم تليفون الأسطي وجيه ، وهاتفه أمامنا ، واتفقنا علي حضوره في اليوم التالي.
* ومنذ اللحظة التي اشتكي فيها الجار من  تسرب المياه ، قمت بفصل كوع الحوض عن الشبكة ، ووضعت جردلا كبيرا تحته ، وأخذت في إفراغه في التواليت بعد كل استعمال ، كما امتنعنا عن استخدام البانيو ، بل وعدم استخدام السخان ترشيدا لاستهلاك الماء ، حتي لا يمتلئ الجردل بسرعة ، وقضينا ثلاثة أيام علي هذا الوضع المتعب! 
* عندما حضر الأسطي وجيه ف الموعد المتفق عليه ، كانت المفاجأة الكبرىأنه نظر إلي البالوعة ، ثم أدخل كف يده فيها ، ليسأل عما إذا كان لدينا "شوية أسمنت"!.. وما أن أحضرنا له الأسمنت حتي قام بعجنه و"تلييس" حلق البالوعة ، لتكسية الفراغ الكائن بين سقفها وجدارها ، والمتسبب في تسرب المياه ، وطلب الانتظار لصباح اليوم التالي حتي يجف الأسمنت ، وفتح المياه!.. 
* ولهول المفاجأة أصابني الشك ف هذا التوصيف ، لولا أن قطعنا الشك باليقين عندما بدأنا تشغيل المياه علي مراحل ، خوفا من أن يكون التسرب من ماسورة صرف الحوض أو ماسورة صرف البانيو!.. والعجيب أكتر هو تصميم الأسطي صابر علي رفض تقاضي أية أتعاب ، علي اساس أنه لم يفعل شيئا! وطلب منا الدعاء فقط ، بينما هو قد أنقذنا من أكبر عملية تعذيب يمكن أن يتخيلها أحد!..إلا أني صممت بدورى علي تسليمه الأجر الذى يستحقه ، ويكفي كرم أخلاقه ومراعاته الشديدة لله سبحانه وتعالي ف عمله ، وتمتعه بذلك الضمير الحي ، مما يعتبر عملة نادرة هذه الأيام!
* لقد أكد لنا الأسطي وجيه ، وهو صنايعي متعلم ، وحاصل علي دبلوم المدارس الصناعية ، أن الدنيا مازالت بخير ، وأن أولاد الحلال كثيرون ، وأننا لا يجب أن نفقد الأمل في المجتمع.. ولا يسعنا إلا أن ندعو له بدوام الصحة والستر ، وأن يبارك له في أولاده ويعينه علي تربيتهم أحسن تربية ، وأن يوفقهم في الدراسة ويحصلوا علي أعلي الشهادات.
* انظر: إهداء لأجدع سباك علي وجه الأرض + توجيه التحية إليه في عيد العمال عن طريق إذاعة البرنامج العام قراءة عبيرصبرى..للمزيد
* تليفون الأسطي وجيه:
0122 415 2540
 
ـــــــــ
فني الكمبيوتر محمد نبيه

المهندس محمد نبيه يقوم ب"تظبيط" اللاب توب
* محمد نبيه: فني الكمبيوتر ، وهو شاب طموح ، مقبل علي العمل في هذا المجال الحيوى ، لا تستعصي عليه أى مشكلة ، ولا وقت عنده يضيّعه ، ولا يشغل نفسه أثناء العمل بأى شئ آخر ، حتي ولو كان مجرد تناول مشروب بارد أو كوب شاى!

* منذ تعرفت عليه وأنا لا "أحمل هم" لأي شئ يتعلق بهذا الصندوق السحرى ، الذى أصبح موضوعا حياتيا بالنسية لي ، حيث يستغرق عملي عليه معظم ساعات اليوم ، وخصوصا بعدما اتجهت إلي عملية "التدوين" وأنشأت أكثر من 40 مدونة ، تتضمن جميع تجاربي وخبراتي وذكرياتي وكتاباتي وآرائي في الحياة والثقافة والفن والتربية والتعليم...إلخ.وفي حالة حدوث أى عطل أو حاجة إلي صيانة أو رغبة في التطوير..إلخ ، فإن الأمر لا يتطلب سوى مكالمة بالموبايل للمهندس محمد نبيه ، فسوف يلبي طلبي في نفس اليوم غالبا ، وسرعان ما يضع الأمور في نصابها تماما.

* ومن حسن الحظ أن مقر عمله في إحدى شركات الصيانة يقع بالقرب من مسكننا ، لذا فإنه في أغلب الأحوال يمر علينا بعد انصرافه من العمل ، وكثيرا ما "يخطف رجله" في وسط اليوم إذا كان الموضوع لا يحتاج إلي وقت طويل.
ــــــــــ
أحمد رجب فني التليفزيون والفضائيات
المهندس أحمد رجب..يقوم بإصلاح شاشة الكمبيوتر
أحمد رجب: فني التليفزيون والفضائيات: كانت معرفتي به مكسبا كبيرا ، حيث اكتشفت أنني أمام فني يتميز بالمهارة الفائقة ، والإخلاص في العمل..وكانت المرة الأولي عندما حضر لإصلاح التليفزيون الموبيليا طراز ناشيونال مقاس 20 بوصة ، والذى تعرض للإهمال علي مدى عدة سنوات لصعوبة نقله إلي أحد محلات الصيانة ، وهي المحلات التي تعرض فيها لضياع العديد من الخواص التي كان يتميز بها ، إلي أن تعرفنا علي هذا الشاب ، الذى وفر علينا المجهود وقام بعمل اللازم علي أتم وجه (تم التبرع بهذا الجهاز ضمن أجهزة أخرى انتهي عمرخا الافتراضي). ثم كانت المرة الثانية عندما تعطلت شاشة الكمبيوتر مقاس 17 بوصة ، وأخبرنا محمد نبيه مهندس الكمبيوتر أن المختص بإصلاحها هو فني التليفزيون ، وذلك بسبب التشابه الكبير بين الدائرتين..ومن هنا تم الاتصال بالمهندس أحمد رجب الذى تمكن من حل المشكلة في وقت قصير ، بعد تغيير الكوندنسر الخاص بالباور.وكانت نصيحته بضرورة غلق الشاشة خلال فترات التوقف عن العمل علي الكمبيوتر ، بدلا من تركها مفتوحة طوال اليوم. 
ـــــــــ
محمود خميس النجار 
 
محمود خميس
نجار ماهر
وصنايعي حقيقي متمكن من المهنة ، ومش واخدها بالفهلوة ، وبالإضافة إلي كده ، فهو يتمتع بخلق كريم وضمير حي
باختصار شديد: هو عملة نادرة في هذا الزمان!..للمزيد
تليفون رقم:  
0122 415 2540

محمد حلمي السيد .. للخدمات البريدية

اضغط علي الصور للتكبير أو للرجوع للمصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* علي غرار فقرة "دَوّر ع الناس" التى كانت تقدمها الإعلامية المتميزة مني الشاذلي في برنامج "العاشرة مساء" علي شاشة قناة "دريم 2" ، والتي طلبت من المشاهدين المشاركة في تقديمها ، بالبحث في نطاق كل منهم عن نموذج إنساني لفت انتباههم ، سواء في محيط العمل ، أو السكن ، أو المصلحة التى يترددون عليها...إلخ ، وتمنوا أن يتكرر هذا النموذج في كل مكان..وقالت "بندوّر علي ناس يعيدوا لنا البسمة والأمل والتفاؤل"..

ـــــــــــــــــــــــــــ

ما أكثر النماذج البشرية الطيبة التي صادفها الإنسان في الحياة! وذلك علي جميع المستويات ، وفي مختلف المجالات..ولكن القليل منها هو الذى لا تمحوه الذاكرة مهما طال الزمان..وهذا ما دفعني إلي تخصيص مدونة بعنوان "نماذج إنسانية" ، والفضل في هذه الفكرة يرجع إلي تلك الفقرة من برنامج "العاشرة مساءً" للإعلامية المتألقة مني الشاذلي.
ـــــــــــــــ




* تعرفت عليه منذ بداية صرف مستحقاتي المالية عن معاش الـتأمينات الاجتماعية ، من مكتب بريد سان استيفانو..

ـــــــــــــــــــــ بيانات شخصية ـــــــــــــــــــــ

* الاسم الثلاثي: محمد حلمي السيد

* الحالة الاجتماعية: متزوج + أب لطفلين: أحمد ، نادين



نادين محمد حلمي


ــــــــــــــــ

* محل الإقامة: ش. عبد الله عزت بالسيوف

* المؤهل الدراسي: بكالوريوس تجارة مايو 1992

* الهوايات: كرة القدم ، قراءة القرآن الكريم

* البرامج المفضلة: القاهرة اليوم ، العاشرة مساءً

* الصحف المفضلة: الأهرام ، الوسيط

* الكتب التي تأثرت بها: رجال حول الرسول ، فقه السنة ، قصص القرآن

ـــــــــــــــــــــ

وزارة الاتصالات و تكنولوجيا المعلومات


الهيئة القومية للبريد المصرى

منطقة بريد الإسكندرية

مكتب بريد سان استيفانو210 ش عبد السلام عارف/الرمل

الرمز البريدى 21532ت 5863358

ـــــــــــــــــــــــــ

الطريق إلي مكتب بريد سان استيفانو من محطة ترام الفراعنة (لوران)


الطريق إلي المكتب من الجهة الأخرى..من محطة ترام ثروت


لقطة للمكتب بالموبايل


لقطة أحدث للمكتب


فوجدته شابا مهذبا دمث الأخلاق ، يتعامل بمنتهي الذوق والأدب مع أصحاب المعاشات ، وهو شديد الالتزام بنظام العمل وقواعده ، ولا يتخطي أحدا لحساب آخر مهما كانت الأسباب ..

(إنّ الله يُحِبُّ إذا عَمِلَ أحدُكُم عَمَلاً أنْ يُتْقِنَهُ)

وهو صديق للجميع ، والجميع يعرفونه معرفة جيدة ، ويشيدون بما يتميز به من جدية وسرعة إنجاز في العمل...إلخ.

* وهو يعتبر ـ في نظر المنتفعين ـ "المعلم" بجدارة ، وإذا جاء عليه الدور في أحد المنافذ ، فلا شك أن ذلك سيكون من حسن حظ المنتفعين بهذا المنفذ ، سواء كانوا تابعين للحكومة أو الشركات أو القوات المسلحة.

ـــــــــــــــــــــــ
صندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بالقطاع الحكومي
* وهو "قَدَّها وقدود" كما يقول المثل ، فعند حدوث أزمات في المكتب نتيجة للغياب الاضطرارى لبعض الموظفين.. فلا أحد يمكنه إنقاذ الموقف سوى محمد حلمي..وقد شاهدته في أحد الشهور وهو يتولي مهمة صرف جميع المنافذ في وقت واحد ، دون أن يشكو أو يتذمر أو يتململ ، ودون أن يُقَصِّر في تقديم الخدمة بالمستوى المطلوب.


* وأرجو ألا يفهم من خلال إشادتي بعمل هذا الموظف أى محاولة للانتقاص من أداء زملائه بالمكتب ، حاشي لله! فكلهم ـ وبفضل الله ، وبدون استثناء ـ علي أعلي مستوى من الأداء ، وعلي دراية تامة بكافة متطلبات العمل ، وإذا دخلت المكتب في أى وقت فسوف تجد نفسك أمام "خلية نحل" بمعني الكلمة ، وسوف تحصل علي الخدمة المطلوبة في أسرع وقت ، وسوف تلمس روح التعاون بين الجميع لإنجاز العمل في هدوء تام ، رغم العجز الذى يعاني منه المكتب في القوة البشرية ، بالمقارنة بالمكاتب الأخرى..وأكبر دليل علي ذلك يتمثل في تهافت المنتفعين من مختلف المناطق علي صرف مستحقاتهم من هذا المكتب بالتحديد ، لدرجة وجود منتفعين من خارج الإسكندرية يصرفون معاشاتهم من نفس المكتب! وأنا أعرف أشخاصا مقيمين في كفر الدوار مثلا ، ويصرون علي صرف معاشاتهم من سان استيفانو.

ـــــــــــــــــــــــــ ثقافة بريدية ــــــــــــــــــــ
* تاريخ البريد المصرى


* يبلغ عملاء هيئة البريد 20 مليون عميل، ويصل حجم الإيداع به ما يقرب من 100 مليار جنيه، بينما يصل عدد مكاتب البريد على مستوى الجمهورية 3800، ويتخطى عدد العاملين بالبريد حاجز 50 ألف موظف.(اليوم السابع)

ــــــــــــــــ منتدي أصدقاء البريد المصري

رابطة أصدقـــــــاء البريــــــــد المصــــــــــري: شعار الرابطة ( لا أحــــــــد يعشــــــــق البريـــــــــد مثـلنـــــــــــــــــــا )


ـــــــــــــــــــــــــــ


محمود مصيلحي.. رجل من الزمن الجميل

ما أكثر النماذج البشرية التي صادفها الإنسان في الحياة!
وذلك علي جميع المستويات ، وفي مختلف المجالات..
ولكن القليل منها هو الذى لا تمحوه الذاكرة مهما طال الزمان.
(انظر المقدمة بعنوان
"دوّر ع الناس")
ـــــــــــــــــــــ

محمود حمدى مصيلحي
(صورة بالموبايل في يوم اللقاء 12 مارس 2010)
ـــــــــــــــــ
* كان يوما من أسعد أيام حياتي ، عندما جاءتني مداخلة علي "موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعي" ، تحمل هذا الاسم الغالي ، وتُذكِرُني بأيام العمل سويا في الجماهيرية الليبية ، منذ أكثر من ثلاثين عاما ، حيث كان هو يعمل بمعهد معلمات جادو ، وكنت أنا أعمل بمعهد إسماعيل الجيطالي للمعلمين بنفس البلدة (جادو /ويكيبيديا، الموسوعة الحرة + موقع جادو بالقمر الصناعي + جادو/ المعرفة + جبل نفوسة الذى تقع عليه جادو)، وتضمنت المداخلة رقم الموبايل الخاص به.
* وعلي الفور بدأت عملية الاتصال السريع التي تُوّجَت باللقاء ظهر اليوم التالي علي مقهي محطة ترام شوتس ، عقب صلاة الجمعة.
ــــــــــــــــــــ
* كنت متشوقا لهذا اللقاء بدرجة لا تُوصف ، وبمجرد انتهاء خطيب وإمام جامع الصحابة من الصلاة ، قائلا "السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله" حتي سارعت في التوجه للمكان المتفق عليه في الجهة الأخرى من المزلقان ، حتي أكون في انتظاره ، وبالفعل وصلت إلي المقهي قبيل مجيئه ببعض الوقت ، وكانت هذه هي المرة الأولي التي أجلس فيها بهذا المقهي ، رغم آلاف المرات التي مررت فيها عليه.
* كنت أشرئب بعنقي في اتجاه الجانب المنتظر مجيؤه منه ، متفحصاً جميع الوجوه المارة ، خوفا من أن تخطئه العين بعد مرور هذه السنوات الطويلة ، منذ تقابلنا لآخر مرة في ديوان إدارة وسط التعليمية ، حيث كان يعمل بقسم شئون الطلبة ، وكنت أسعي لإنهاء أوراق تحويل طالب قريب لي ، وذلك خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي.
ـــــــــــــــــــ
* وأخيرا ظهر الأستاذ محمود مصيلحي بلحمِه وشحمِه ، ولم يلحق به تغيرٌ ملموس ، سوى إطلاق الذقن بدرجة خفيفة .. وبينما كان يتفحص الجالسين في مدخل المقهي ، كنت ألوح له بطول ذراعي ، وأسارع بالنزول للقائه في منتصف المسافة ، وهنا كان تبادل العناق والأحضان والقبلات والمشاعر الفيّاضة والجيّاشة ، مما يصعب وصفه بأى صورة من الصور ، وبأى وسيلة من وسائل التعبير.
* وجلسنا وجها لوجه علي مدى أكثر من ساعة ونصف ، نسترجع أجمل ذكريات العمر ، ونتبادل التساؤلات عن مآل الأمور ، وعن آخر التطورات ، في محيط الأسرة ، والأبناء ، والزملاء..إلخ.
ـــــــــــــــــــ
* لقد آثرت أن أستمع إليه أكثر مما أتكلم ، وأن أتطلع إلي ملامح وجهه المريحة طوال الحديث ، وكان ـ كعادته ـ ينتقي الكلمات ، ويتخيّر العبارات ، ويتوخي الصدق في رواياته ، بدون أية مبالغات أو محسنات لفظية ، ويجيب عن كافة ما يدور في مخيلتي من تساؤلات بكل أمانة ، سواء فيما يتعلق بشخصه الكريم ، أو بمن زاملناهم في العمل.
ــــــــــــــــــ
* من بين الصفات الجميلة والمتعددة التي يتمتع بها الأستاذ محمود مصيلحي أنه إنسان اجتماعي مائة في المائة ، وهو رجل ودود وعطوف و"عشرى" للغاية ، وحريص علي السؤال عن زملائه وأصدقائه ومعارفه والاطمئنان عليهم ، ولا يقابله شخصٌ ما إلا ويصادقه.
ــــــــــــــــــ
* استمعت إليه وهو يتحدث بأسي ، عن رحيل السيدة حرمه ورفيقة عمره ، منذ ما يقرب من العام ، وبالتحديد يوم 24 مارس 2009 ، وكان هذا هو أكبر جزء مؤثر من الحديث ، وقال في سياق الكلام إن البيت أصبح "مهجورا" ، حيث أنه يمضي معظم وقته خارجه ، خاصة وأن ابنته الكريمة ، المقيمة مع أسرتها الصغيرة بالإسكندرية ـ بارك الله فيها وفي زوجها وفي إخوتها ـ لا تريد أن تتركه وحده! وكم أحزنني هذا الأمر ، وترك في نفسي جرحا عميقا ، يصعب أن يلتئم ، لأني أعرف مدى ارتباطه ـ مثلي ـ بالبيت والأسرة طوال حياته ، وكان من بين الزملاء القليلين الذين أصروا علي اصطحاب أولادهم معهم طوال مدة الإعارة إلي ليبيا ، كما هو الحال معي ، رغم أن الظروف السياسية والعلاقات المضطربة بين البلدين كانت مقلقة ومشوبة بالتوتر ، إلي الدرجة التي اشتعل فيها الموقف علي الحدود ، ونشب القتال بين البلدين الشقيقين ، وكان من حسن الحظ وقوع هذه الأحداث المؤسفة بينما كنا نمضي الإجازة الصيفية في وطننا. (موضوع ذو صلة: الحرب المصرية الليبية - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة + الاشتباك الحدودي المصري الليبي 1977)
* لقد طافت بالذاكرة خلال هذا اللقاء الممتع ، وجوه بعض الزملاء الذين جمعنا وإياهم العمل ، سواء في الأسكندرية أو ليبيا ، وكان عنده دائما الخبر اليقين ، ومن هؤلاء الزميل محمد أنيس مدرس مادة التاريخ في معهد المعلمين ، والذى كان مرافقا لزوجته المعارة ، فأخبرني أنه قابله منذ فترة في الهانوفيل حيث يدير أحد محلات السوبر ماركت ، والزميل محمد رمزى حسنين ـ وهو من نفس دفعتي في التخرج ، وفي بداية التعيين في محافظة أسيوط ، ثم التقيت به في أعمال التصحيح بكنترول الثانوية العامة بمدرسة نبوية موسي الثانوية التجريبية للبنات ، وكان زميلا للأستاذ محمود في إدارة وسط التعليمية ، فقد طمأنني عليه حيث قابله هو الآخر منذ فترة ..أما الزميل محمد عبد العزيز حسان ، والذى ربطتني به علاقات صداقة متينة خلال سنوات طويلة ، وزمالة عمل في البحيرة ، ورفقة سفر يومي بالقطار ، وجيرة طيبة في شارع الوزير بمحرم بك..إلخ ، فقد أخبرني بانتقاله إلي الرفيق الأعلي منذ نحو خمس سنوات ، وإنا لله وإنا إليه راجعون!