الجمعة، 17 يوليو 2009

الحاج الحفني .. نعم الجار

لقطة تذكارية للحاج الحفني بالموبايل (ديسمبر 2009)






اضغط علي الصور للتكبير أو للرجوع للمصدر


الحاج الحفني يرفع أذان الفجر مرتديا العباءة في أحد أيام الشتاء

*وما أكثر النماذج البشرية التي صادفها الإنسان في الحياة!

وذلك علي جميع المستويات ، وفي مختلف المجالات..ولكن القليل منها هو الذى لا تمحوه الذاكرة مهما طال الزمان.

(انظر المقدمة ، بعنوان "دوّر ع الناس")

ـــــــــــــــــــــ
رجل قلبه معلق بالمساجد

(صورة أرشيفية من "جوجل")

ـــــــــــــــــــ
الحاج الحفني..يجلس خارج المسجد في انتظار رفع الأذان لصلاة الفجر لقطة أخرى للحاج الحفني مع كتاب الله داخل المسجد في انتظار إقامة الصلاة

الحاج الحفني وهو يؤم المصلين في صلاة الفجر حيث يتم تخفيض الإضاءة
الحاج الحفني يجلس أمام المحراب أثناء ختم الصلاة
هناك نموذج نادر

في محيط السكن في منطقة السراى


*وهو الحاج الحفني محمد عبده المدير السابق بالقطاع العام ، وبالمعاش حاليا..الذى أعتبره بحق "الجار المثالي" ، فهو إنسان اجتماعي ، ودود ، مجامل ، طيب العشرة ، محب للناس ، ما أن يقابلك حتي يأخذك بالأحضان ، مرحبا بك قائلا: "إيه النور ده! والله لك وحشة" ، سبّاق إلي أداء الواجب سواء في الأفراح أو الأحزان...إلخ ،


صورة بالموبايل لمسجد الإصلاح من الخارج..ويظهر فيها جهاز التكييف
*بالإضافة إلي التدين الشديد ، فهو حريص علي أداء الصلاة في جميع أوقاتها في المسجد ، ويتحمل ـ متطوعا ـ مسئولية إقامة شعائر صلاة الفجر ، في أحد المساجد القريبة من العمارة التي نقيم فيها معا ، بدءا من رفع الأذان وإقامة الصلاة وإمامة المصلين في معظم الأحيان ، مع الحرص الشديد علي راحة السكان باختصار الزمن الذى يستغرقه الأذان ، واستخدام الميكروفون في أضيق الحدود .. لافتة المسجد الرخاميةمسجد الإصلاح من الداخل..

حيث المنبر والمحراب وبينهما المقعد المخصص للدرس الديني
لقطة أخرى للمسجد من الداخل..

حيث المكتبة واللوحة الضوئية للكعبة المشرفة ومدخل الميضأة

* هذا المسجد هو مسجد "الإصلاح والعشيرة المحمدية" (الذى أسسه أحد أتباع الطريقة الشاذلية ، د. محسن اللبان ، الأستاذ السابق بكلية التجارة جامعة الإسكندرية ، والمقيم حاليا في استراليا)..ولم يحدث أن تخلّف عن ذلك في أى وقت من الأوقات ، وتحت أى ظرف من الظروف ، سواء كانت ظروفا خاصة أو ظروفا جوية بسبب قرب المنطقة من البحر..


العاملون بمحطة أوتوبس سيدى بشر.. أقاموا بجهودهم الذاتية مسجد أُحُد بجوار المكان القديم للمحطة

* كما كان يتحمل مسئولية إقامة شعائر صلاة الفجر في مسجد "أُحُد" من قبل ، والذى أقامه ، علي شريط من الأرض بجوار المحطة ، بالطوب والأسمنت ـ تدريجيا بالجهود الذاتية وبشكل عشوائي ـ عمال الهيئة العامة لنقل الركاب بجوار محطة أوتوبيس سيدى بشر الترام ، وتم تزويده بمنبر خشبي صغير لأداء صلاة الجمعة ، ومكتبة ألوميتال تضم بعض المصاحف والكتب والمجلات الدينية ، وكان له بابان ، أخدهما شرقي والآخر غربي ، وفوضوا زميلهم الحاج حسيب في إدارته ، وذلك علي مدى عشر سنوات كاملة ، حتي تمت إزالته للأسف ، لخروجه عن التنظيم واعتراضه عملية تخطيط الميدان ونقل محطة الأوتوبيس.


صورة للإسكندرية أثناء إحدى النوات الجوية المطيرة


حيث تخلو الشوارع من المارة ويصعب الخروج من المنازل..


(من مدونة "العرب المسافرون") *وفي عز النوات التي تشهدها الإسكندرية ، وأشدها برودة وأغزرها أمطارا ، تسمع صوت باب الشقة أثناء خروجه متوجها إلي المسجد متدثرا بالعباءة الصوفية ، بل وأكثر من ذلك ـ وكما حكي لي في أحد الأيام ـ فقد حدث أنه بعد أداء شعائر العمرة التي كان يحرص علي أدائها كل عام ، ووصوله إلي المنزل مصطحبا السيدة الجليلة حرمه ، في وقت متأخر من الليل ، لم يتردد ـ رغم إرهاق السفر ـ في التوجه إلي المسجد لإقامة شعائر صلاة الفجر كالمعتاد..


* عندما يتولي الحاج إمامة المصلين في صلاة الفجر ، فهو لا يحبذ الإطالة في أداء الصلاة ، عملا بقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم: :«إذا أَمَّ أحدكم الناس فليخفف» [رواه مسلم ، علي نحو ماجاء في زاد المعاد لابن القيم رحمه الله] ، وقول أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام" ، وما جاء في حديث عثمان بن أبي العاص إذ قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: ( اقتد بأضعفهم) و في الحديث الآخر: (فإن وراءه الضعيف و الكبير) ، فالمقصود أن يراعي الضعفاء من جهة تخفيف القراءة و الركوع و السجود.


* كما يُحمد للحاج مراعاة مشاعر جيران المسجد وحاجتهم الماسّة إلي الراحة والهدوء ، وخاصة في هذا الوقت المبكر من الصباح ، فلا يستخدم مكبرات الصوت مطلقا خلال أداء شعائر صلاة الفجر ، سواء كانت ميكروفونات خارجية أو حتي سماعات داخلية ، علي عكس ما يفعل العديد من مقيمي الشعائر في المنطقة ، وذلك حرصا منه علي تجنب أن يكون المسجد شريكا في ظاهرة الإزعاج والتلوث السمعي ، التي يعاني منها المصريون.


(موضوع ذو صلة عكسية: إيه العمل معاك أيها الشيخ؟ + وزير الأوقاف في واد..ومناطق الأوقاف في واد آخر!)


* وعندما يتولي هو رفع الأذان ، فهو لا يتعمد الإطالة ، ويتوخي السرعة منعا من إزعاج جيران المسجد ، ونتمني أن يحذو مقيمو الشعائر الآخرون حذوه ، سواء كانوا في نفس المسجد أو في المساجد الأخرى.


(موضوع ذو صلة عكسية: حرب الأعصاب التي يشنها علينا مقيمو الشعائر بالمساجد)


ــــــــــــــــــالمغفور له بإذن الله عم حسن أحمد عبد الجواد..يرفع أذان الفجر
* وإحقاقا للحق ، فقد بدأ ظهور بعض الإخوة لمعاونة الحاج الحفني في إقامة شعائر صلاة الفجر ، حيث يرفع الأذان عم حسن أحمد عبد الجواد ، ويؤم المصلين الأستاذ علاء (الذى يعمل بالأكاديمية البحرية) واللواء بحرى حسن الشنقاني.


ـــــــــــــــــــ
*ونظرا لأن "الأرواح جنود مجنَّدة" ـ كما يقول الحديث النبوى الشريف ـ فقد جاءت السيدة حرمه علي نفس المستوى من النقاء وطيبة القلب وحب الناس ، وسَبّاقة إلي أداء الواجب مع الجيران ، في الأفراح والأتراح ، والاستفسار عن نتائج الامتحانات ، وتهنئة الناجحين بالنجاح ، والاطمئنان عمن يتخلف عن أداء الصلاة في المسجد مع الحاج.
(موضوع ذو صلة: "أطول الناس أعناقا يوم القيامة")


ــــــــــــــــــــــ

أ. محمود فياض..رفيق الحاج الحفني في جميع الصلوات وخاصة صلاة الفجر
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله"

وفي صحيح البخاري وغيره ، أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلاً يؤم الناس ثم آخذ شُعلاً من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعدُ"
ــــــــــــــــــ

* ومن رفقاء الحاج الحفني في هذا المسجد الأستاذ محمود فياض ، الزميل العزيز في التربية والتعليم وفي نفس الإدارة ، وهي إدارة المنتزه التعليمية ، والجار الأمين في نفس السكن ومنذ إنشاء العمارة ..والحديث عنه يحتاج إلي تخصيص صفحة مستقلة.رجلان تحابا في الله فاجتمعا لي ذلك وتفرقا عليه

ــــــــــــــــــ

* بقي أن تعرف أن الحاج الحفني مُدَخن عريق ، ولا يستغني عن السيجارة ، إلا أنه يمارس هذه العادة "علي خفيف" وبضوابط صارمة ، أولها ألا يدخن داخل المنزل ، وثانيها ألا يدخن أثناء السير أو المشي ، ومتوسط ما يدخنه في اليوم يتراوح بين 2 إلي 4 سجارة ، وتعتبر سجارة الصباح أساسية ، حيث يتناولها علي المقعد بجوار باب المسجد قبيل الأذان ، مما يضطره إلي الفطور بالمنزل لكي لا تكون السجارة "علي الريق"! وكذا الحال خلال أيام الصيام ، حيث يتناولها في نفس المكان قبل الإمساك.

هناك تعليق واحد: