وذلك علي جميع المستويات ، وفي مختلف المجالات..ولكن القليل منها هو الذى لا تمحوه الذاكرة مهما طال الزمان.
(انظر المقدمة ، بعنوان "دوّر ع الناس")
صور لخالي إبراهيم من ألبوم الأبيض والأسود
ـــــــــــــــــــ
وفي مقدمة هذه النماذج ـ وفي محيط العائلة ، كان خالي إبراهيم أحمد مرسي أول
شخصية
تأثرت بها حياتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كان من حسن حظنا إقامته هو ووالدته ـ أى جدتنا المرحومة فاطمة درويش مصطفي أبو علفة ـ معنا في منزل واحد اشتركنا في بنائه ، لذا فقد كان موجودا في حياتنا منذ نعومة أظافرنا..
صورة نادرة لخالي إبراهيم في مرحلة الطفولة بجانب والده (لا تحتاج إلي تكبير)
ـــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــ
بعض صفات خالي إبراهيم كما وضعتها قرين صوره بالألبوم العائلي* ملك الأناقة والإيتيكيت..وعاشق مصر وأم كلثوم والسينما الأجنبية ، وقارئ الصحف والمجلات ، والمراقب الجيد للأحداث ، وشديد اشعور بالانتماء لوطنه وزعمائه إلي أبعد الحدود.
ــــــــــــــــــــــــــ
* لقد تعلمت منه كل ما يتعلق بأساليب الحياة..ابتداءا من طي المناديل ، إلي ربط الكرافتة.. ومن اقتناء وقراءة الصحف والمجلات ، إلي الاستماع والاستمتاع بأغاني أم كلثوم. كما تعلمت منه وتعرفت علي الصالات المكيفة في دور السينما ، ومحلات التنتريليه (التي تقوم بتنظيف الملابس بالبخار) ومحلات باتا ـ قبل التأميم ـ ودليس والترياتوه ، والكاسكيت والكوفية ، واستخدام كلمات الحضارة مثل "سعيدة" للتحية ، و"مرسيه merci" للشكر...إلخ.
ـــــــــــــــــــــــــ
* كان يتمتع بشخصية متعددة المواهب: فكما كان يمارس هواية الرس
م بأقلام الفحم والألوان الخشبية ، كان يجيد فن الأركت ، وكان يقضي أوقات الفراغ في فترة الشباب ، في تكبير صور نجوم السينما في هوليوود ، بطريقة تقسيم الصورة إلي مربعات صغيرة ثم نقلها إلي مربعات كبيرة ، بالإضافة إلي عمل البراويز من الخشب الأبلاكاج بالمنشار الأركت...إلخ. أحد أعداد مجلة "الإثنين والدنيا"
* نحتفظ لخالي إبراهيم ـ رحمه الله ـ بأجمل ذكريات العمر ، علي مدى
سنوات الطفولة والصبا والشباب المبكر.. ومن هذه الذكريات ، اصطحابنا لحدائق النزهة يوم الإثنين من كل عدة أسابيع ، حيث ينقلنا عن بكرة أبينا بسيارة أجرة ذات مقاعد إضافية كانت تطوى وتفتح حسب الحاجة ، ومعنا مأكولاتنا ومشروباتنا ـ التي يتولي هو تدبيرها علي نفقته الخاصة ـ لقضاء يوم كامل سواء في حدائق النزهة أو علي أحد شواطئ البحر ، وكان يلحق بنا في المكان المقرر ، ومعه جريدة الأخبار اليومية ومجلة الإثنين والدنيا الأسبوعية ، والكاميرا المستعارة أحيانا لالتقاط بعض الصور لنا..
جدتنا المرحومة فاطمة درويش مصطفي أبو علفة
وهي تحمل "فيفي" ابنة خالي في شهورها الأولي ، وبجوارها "نادية" ابنة شقيقتي "نعيمة"
* كان رحمه الله بَرّاّ جداّ بوالدته ، شديد الاحترام لها ، ولم يفارقها أبدا في حياته ، سواء قبل أو بعد الزواج ، وكان ـ في مقابل ذلك ـ كل شئ في حياتها هي ، وكانت متعلقة بكل ما يحبه ، وخاصة: كوكب الشرق
أم كلثوم ، وكانت كلما
سمعت صوتها في الراديو تردد الدعاء التالي: ربنا يخليكي ويخلي اللي بيحبك.
* بعد الزواج أصبح شغله الشاغل هو أسرته وأولاده ، وكان يتفاني في تربيتهم ، ولا يدخر وسعا في سبيل سعادتهم ، وتوفير كافة مقومات الحياة علي أعلي مستوى ممكن ، سواء في المأكل أو الملبس أو الرعاية المتكاملة ، في نفس الوقت الذى لم يتخل عن مسئولياته المعتادة نحونا.
ــــــــــــــــــ
(أرسلها لجدتي أثناء سفرنا إلي القاهرة لتقديم أوراقي إلي مكتب تنسيق الجامعات)
بالتدريس ، اعتدنا علي رؤيته بصفة منتظمة كل إجازة صيفية ، وقضينا أسبوعا كاملا ، مما أتاح لي الفرصة لمشاهدة أهم معالم القاهرة ، وخاصة الأهرام ، والمتحف المصرى ، الذى تمت زيارته بناءً علي رغبتي ، وتُوجَت الزيارة باقتناء دليل المتحف ، الذى كان يحتوى علي كم كبير من الصفحات المصقولة المطبوع عليها معظم مقتنيات المتحف ، ويباع بجنيه مصرى واحد. وخلال هذه المدة التي تعتبر أطول مدة يقضيها خالي إبراهيم بعيدا عن والدته وزوجته ، قام بكتابة تلك الرسالة صبيحة اليوم التالي من الوصول للقاهرة ، والتي جاء بها بعد البسملة: الست المحترمة والدتنا العزيزة..تحياتنا إليكم جميعا وبعد..فقد وصلنا بسلامة الله في الموعد المحدد ووجدنا الجميع بخير...ونحن الآن الساعة الحادية عشر في طريقنا لتقديم الأوراق لعبد السلا م وإن شاء الله يتم كل شئ علي خير... كان يحاول إدخال السعادة إلي نفوسنا والفرحة بالعيد
* ومن ذكرياتنا السعيدة مع خالي إبراهيم ، عودته إلي المنزل صباح يوم العيد ، بعد قضاء الليل بطوله في المحل ، لينئنا بالعيد بالأحضان والقبلات ..
عملات هذا الزمان
ويعطينا العيدية من العملات المعدنية الثقيلة ، واستمرت هذه العادة حتي تخرجنا من الجامعة!
(للمزيد..اضغط هنـــا)
ولم يأخذ حتي القليل






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق