الله يرحمك يا أمي
ـــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــ




ــــــــــــــــــــــــــ
* استعدادها الشخصي للتعلم المستمر ، ورغبتها الزائدة في معرفة كل ما يدور من حولها ، وتقبلها لكل ما هو جديد في جميع مجالات الحياة ، وعدم التردد في انتهاز أى فرصة لتعلم شئ جديد ، سواء من المحيطين بها من الأشقاء والأولاد ثم الأحفاد ، أو من أجهزة الإعلام المتوفرة وقتها ، بعد دخول الراديو للمنزل ، ثم التليفزيون..مما جعلها دائما علي مستوى تدرجنا في مراحل التعليم المختلفة.
التوفير هو أول طريق النجاح
* مشاركتها للوالد في تحمل أعباء ومتطلبات الحياة ، وذلك باقتناء ماكينة خياطة طراز "سنجر" لمزاولة مهنة التفصيل والحياكة داخل المنزل في نطاق المعارف والجيران.

* كانت تتمتع بدرجة عالية من الوعي الطبي ، فما أن يشكو أحدنا أو أن تظهر عليه علامات المرض ، إلا وتبدأ بمنع الأكل ، والاكتفاء بعصير الليمون أو البرتقال ، والتوجه إلي أقرب طبيب ، وصرف الدواء من صيدلية معينة ، وهي صيدلية مزراحي في شارع محرم بك ، والتي يمتلكها أحد اليهود واسمه جوزيف (وما تزال هذه الصيدلية تحتفظ بالاسم القديم حتي يومنا هذا لما كان يتمتع به من سمعة طيبة)..ثم الحرص علي إعطاء الدواء في مواعيده المحددة ،
والالتزام بنوعية الأكل التي قررها الطبيب..وبالنسبة لي ، فقد كان "العيار زايد حبتين" حيث كانت تذهب بي إلي أكبر أطباء البلد ، مثل د. أحمد عبد العزيز أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب ، ود. سيف أشهر أخصائيي الأشعة ، وكانت عيادته تقع بجوار عمارة سيسل. ولا أنسي جريها معي في عيادات أكبر الأطباء بمحطة الرمل للكشف علي القلب وعمل أشعة إكس اللازمة عندما تشكك الأطباء خلال الكشف الطبي المطلوب لدخول الجامعة في وجود مشكلة في القلب ، وبعدها كانت تحرص كل الحرص علي شراء الفيتامينات المطلوبة لحالتي ، وخاصة زيت كبد الحوت والكبدة الطازجة من الجزار..
* أما الوعي الصحي فكان أكثر من ذلك ، حيث كانت حريصة علي أية فحوصات أو تطعيمات مقررة ، وكثيرا ما ترددت بنا علي مستوصفات وزارة الصحة الخاصة بمحاربة الأمراض التي كانت سائدة في ذلك الزمان ، مثل البلهارسيا والإنكليستوما والدرن..إلخ ، والتي كانت تقع في أماكن متباعدة من مسكننا في بوالينو.
لقطة تجمعني مع الوالدة في منزلها في أوائل الثمانينيات

* كانت الحاسة السادسة تعمل لديها بكقاءة منقطعة النظير ، مما جعلها تتوقع معظم تطورات الأحداث العائلية ، ورغم معرفتنا المسبقة بأنها تتمتع بهذه القدرة الخاصة ، إلا أننا كنا لا نستطيع إخفاء دهشتنا الشديدة لكما تحققت تنبؤاتها في كل مناسبة ، ولكن للأسف كانت هذه التنبؤات عادة تصب في الجانب السئ.
* أما إحساسها بمن حولها عامة ، وبنا خاصة ، فكان شيئا يفوق الوصف ، وإذا ما رأت أحدا منا سرعان ما تدرك ما يجول بخاطره ، وكانها تقرأ ما يدور في أذهاننا من أفكار ، فإذا كان شيئا مفرحا شاركتنا الفرح بكل مشاعرها ، وإذا كان العكس فإن لديها القدرة علي إدخال الطمأنينة إلي نفوسنا ، عن طريق النصائح العملية ، والعبارات الجميلة ، والحكايات الشبيهة ، فلا تترك أحدنا إلا وقد أزاحت ما يثقل كاهله من هموم. ومن عباراتها المأثورة في مثل هذه الحالات: إرخي همومك علي الله ، واللي ف علمه يتمه...إلخ.


* الوعي الاقتصادى الذى كانت تتمتع به ، وميلها إلي التدبير وعمل حساب المستقبل ، فاستطاعت شراء الأرض وبناء المنزل بالتعاون مع والدتها ، "طوبة طوبة" كما يقول المثل ، وذلك من أقل هامش ممكن من الدخل الأسرى..وللأسف لم أستطع شخصيا اكتساب هذه الصفة منها.(انظر صورة المنزل)

ـــــــــــــــــــ
"هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك.. الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل" (نجيب محفوظ)
"ابنى هو ابنى إلى أن يتزوج..وابنتى هى ابنتى مدى الحياة" (صورة أرشيفية مقتبسة)

* كانت تطبق الحكمة التي جاءت علي لسان الإعرابي ذات يوم ، عندما سألوه: أى الأبناء أحب إلي قلبك ، فكان رده: الصغير حتي يكبر ، والمريض حتي يبرأ ، والمسافر حتى يعود ... ، وذلك دون أن تسمع هذه الحكمة من أحد أو تقرأها في كتاب.
فايزة أحمد..انقر علي الصورة للاستماع إلي أغنية "ست الحبايب"
* كانت بحرا عميقا من الحنان ، علي أولادها وأحفادها ، وعلي درجة كبيرة من الإحساس بمشاكلهم ومتاعبهم ، ومطالبهم وتطلعاتهم ، ووهبت حياتها كلها من أجلنا ، ولم تدخر شيئا في سبيل راحتنا وسعادتنا ، حتي بعدما كبرنا واستقل بعضنا بحياته..وظلت تلعب دور الأم حتي آخر نفس من أنفاسها.





* ومع تقدمها في السن ، وبدء مشاكل الضغط والقلب ، ظلت تتردد علي عدة أخصائيين
وأساتذة في كلية الطب ن حتي انتهي بها المطاف علي أحد الأخصائيين في أمراض القلب ، وهو د. عبد المقصود ، الذى تقع عيادته أمام محطة ترام كامب شيزار ،
والذى وصفها لها الدواء المناسب ، الذى ظلت حريصة عليه كل الحرص ، وعلي النظام الغذائي المطلوب ، والبعد التام عن الأغذية الدسمة والغنية بالكولسترول ، والإقلال من ملح الطعام ، واللحوم المحمرة ، ومع تقدمنا نحن في مراحل العمر بدأت تقدم لنا لحوم الدجاج مسلوقة دون تحمير..وكانت الوجبة المفضلة لديها وتطالبنا بالإكثار منها هي السمك المشوى مع طبق السلطة والليمون ، أو اللحم المشوى والمكرونة الاسباجيتي.


* كانت ربة منزل من الطراز الأول ، تدير المنزل بكل جدارة ، من كافة النواحي ، بدءا
بتهوية المفروشات ، ثم التنظيف ، ثم غسيل الملابس ، ثم الطبيخ وتجهيز
الطعام ، والجلوس إلي ماكينة الخياطة عند اللزوم..وقبل أن يتقدم بها السن ، وفي المنزل القديم ، كانت تقوم بتربية جميع أنواع الطيور ...وعلي سبيل المثال كانت تقوم بعد جمع الغسيل من فوق الحبال بإعداده للاستعمال..فتتأكد من تثبيت الزراير ، ورتق الفتوق ، وشد الاستك ، وتعديل الجيوب ، ثم تبدأ في طيه وترتيبه في أرفف الدولاب ، بحيث يسهل سحب الغيارات كاملة لا متفرقة.. وهكذا.
ــــــــــــــــــــــــــ 

* كانت حريصة كل الحرص علي الاحتفال بجميع المناسبات الدينية ،
بغرض إضفاء السعادة
علينا ، حيث كانت تصطحبنا ونحن صغار إلي "البلد" ـ أى سوق الميدان الذى كان يمتد في ذلك الوقت حتي شارع السكة الجديدة وقبل أن يتم شق شارع النصر الحالي ـ لشراء ياميش رمضان ، وذلك قبل بداية الشهر الكريم بمدة كافية ، وكذلك "النقل" أو المكسرات ـ أى البندق والوز وعين الجمل ـ والتي كان البائع يقوم بتعبئتها لنا في "غلقان" صغيرة ويخيطها بالدوبار ، ومعها السمك
"البكلاه" المجفف لزوم العيد الصغير ، أو عيد الفطر المبارك. والقيام بمشوار آخر لا يقل أهمية عن هذا المشوار ، وأقصد به شراء ملابس العيد (ولعلي الآن أتذكر الرائحة التي كانت تنبعث من الملابس الجديدة بينما يجرى قياس المقاسات بالمحل!). كانت هذه الأمور بمثابة طقوس مقدسة عندها ، لابد من الوفاء بها ، مهما كانا الظروف التي تحيط بنا ،
حتي ولو استدانت أو اقترضت أو باعت شيئا من مصاغها ، الذى كان بمثابة الغطاء الذهبي من غوائل الزمن طوال حياتها.كما كانت حريصة علي عمل كعك العيد بنفسها ، حيث كانت الأسرة تجتمع بكامب أفرادها في إحدى ليالي رمضان ، للتعاون في إنجاز هذه العادة السنوية الممتعة ، ويتم إرسال الناتج داخل عدد كبير من الصاجات إلي الفرن القريب من المنزل ، ليعود بها الفران في الصباح بعد إتمام الخبيز. أما في العيد الكبير ، أو عيد الأضحي ، فكان شراء اللحم الضأن من محل جزارة الحاج حسن في شارع الإسكندراني ، تقليدا ثابتا علي مدار الأيام ، والسهر عليه في المطبخ لإعداد "الفتة" المعتادة عند الفطار بعد انتهاء صلاة العيد.أما المواسم فكان لابد من ذبح الطيور التي كانت تقوم بتربيتها في البلكونة أو علي السطح.




* ولقد تعرفنا من خلالها علي الكثير من الموروثات الشعبية ، التي انتقلت إليها من والدتها وجدتها
لأمها ، حيث لازمتهما طوال حياة كل منهما ، ومن هذه الموروثات ما يتعلق بالأمثال العامية ، ومنها ما يتعلق
بالشهور القبطية ومدى ارتباطها بالتقلبات المناخية (مثل: برمهات..روح الغيط وهات ، طوبة..تخلي العجوزة كركوبة ، وكياك ـ أو كيهك ـ صباحك مساك ، وهاتور..أبو الدهب المنتور ـ أى المنثور إشارة إلي حصاد ونذرية القمح ، وهكذا) ، والنوات الشتوية التي تتعرض لها الإسكندرية وتأثيرها علي الأحوال الجوية ، ومنها ما يتعلث بالاحتفال بالمناسبات الاجتماعية ، بدءاّ من السبوع والطهور والزار وأبو الغيط...إلخ.



الملوخية الخضراء وفتح الفطير في موسم رأس السنة الهجرية
* ومن هذه التقاليد التي عودتنا عليها منذ الصغر مسألة "فتح" الفطير
في موسم رأس السنة الهجرية ،
علي سبيل التفاؤل بالعام الجديد ، وكذلك عمل الملوخية "الخضراء" ليكون عاما أخضر. وضرورة تناول لحم الدجاج أو البط في الفطور الأول في رمضان ، والذى كانت تطلق عليه يوم الرفرافة ، أما في مناسبة شم النسيم ، فكانت تجرى بعض الطقوس التي تستغرق عدة أيام..فقبل اليوم المحدد للاحتفال بشم النسيم ، كانت تستنبت البصل والترمس والحلبة ، وقبل موعده بأسبوع كانت تشترى الورد وسدب والبمبوزيا .. فإذا كان ليلة شم النسيم وضعت البصل المستنبت تحت المخدات التي نضع عليها رؤوسنا ، لنأخذه معنا في الصباح الباكر مع البيض الملون والسردين النيلي المملح والترمس والحلبة ،




وقضاء اليوم علي ضفاف ترعة المحمودية القريبة من المنزل ، حيث تقوم بغسل وجوهنا بمياه الترعة النقية التي لم تتعرض للتلوث ، ونستمتع برؤية المراكب الشراعية المحملة بالقمح وهي تتهادى علي صفحة الماء ، بينما يقوم المراكبية بجرها بالحبال من علي جانبي الترعة ، وهم يقولون "هيلا هيلا ..صلي ع النبي"



لأداء فريضة الحج التي كانت تحلم بها وأصرت علي القيام بها بعد نجاحها في القرعة
رغم إصابتها في قدمها نتيجة للوقوع في الطريق
* كانت إنسانة متدينة أشد التدين ، وتخشي الله في كل تصرفاتها ،
وتكثر من الابتهال
والتضرع إلي الله ، وتبدأ دعاءها بعبارة "والنبي حبيبك يا رب" ، وإذا استعدت للصلاة تبدأها بعبارة "اتقبّلت قبلتك إرحمني برحمتك" ، وتواظب علي أداء كافة العبادات خير الأداء وفي وقتها تماما ..ورغم الظروف الصحية الصعبة التي مرت بها في السنوات الأخيرة ، إلا أنها لم تتخلف عن عملية الوضوء في أى وقت من الأوقات ، ولم تلجأ يوما للتيمم رغم أحقيتها في ذلك ، وحتي الليلة التي نقلناها فيها إلي المستشفي دون أخذ رأيها ، حيث بدأ دخولها في الغيبوبة التي لم تفق منها ـ تقريبا ـ حتي الوفاة..في هذه الليلة كانت تنهض من مكانها المعهود أمام باب حجرتها ، كل عدة دقائق ، وبسؤالها عما تريد تقول أنها تريد الوضوء ، رغم انتهائها من أداء صلاة العشاء..كما كانت تتوكل علي الله في ككل شئون الحياة ، ومن الأمثال التي كانت تتردد علي لسانها: "العبد في التفكير والرب في التدبير" ،"ما يخطو قدم عن قدم إلا بأمر الله" و "اللي ف علمه يتمه"


* عندما كان يتأهب أحدنا للسفر ، كان من الطقوس التي عودتنا عليها إحضار ورقة وقلم
، ثم نقوم بقطع الورقة إلي نصفين ، ونكتب في القسم الأول عبارة "لا إله إلا الله" ، وفي القسم الثاني "محمد رسول الله" ثم نترك عندها
قسماً ونضع القسم الثاني في حقيبة السفر ، يقينا منها أن الله سبحانه وتعالي سوف يجمع شملنا في نهاية المطاف ، بالاستعانة بهذه الوسيلة.. وعندما يحين موعد السفر وقبل الخروج من باب الشقة ، تقوم بعمل الرقية التي تربينا عليها والتي تنتهي بـ"التفتفة" التقليدية ، التي كنا نراوغها للإفلات منها بينما تصر هي علي تصويبها نحو وجه المسافر.


* كانت حريصة كل الحرص علي الوفاء بأية التزامات مالية علينا ، وأداء أية ديون للغير في حينها ، 
سواء كانت قرضا من والدتها (التي كانت شريكة لها في العقار وتعيش معنا في نفس البيت) ، أو أقساطا للمقاول نظير أية تعلية أو تدعيم للمبني ، أو علي هيئة سلفة لوالدى من جهة العمل ، مما كان يتطلبه الأمر لمواجهة الأعباء الطارئة مثل دخول المدارس أو الأعياد ، وذلك بخلاف التصرف في بعض المصاغ الذى كانت تقتنيه ، وسرعان ما تبدأ في السداد وتعويض المصاغ بمجرد أن تتحسن الظروف ، وكان دعاؤها المأثور إلي الله سبحانه وتعالي هو "ربنا يسد ديننا علي حياة عيننا"


ــــــــــــــــ
* كانت تخشي "العين" و"القر" والحسد ، وكانت تقول دائما لأى فرد
منا "دارى علي شمعتك"
، وكانت حريصة علي الا تنطق العدد خمسة علي أسماعنا ، فتقول "في عين العدو" ، ولا تتفوه في وجوهنا بأفاظ حادة ، فقول "دفيان" بدلا من "سخونية" عند ارتفاع حرارة أحدنا ، و"أسمر" بدلا من "أسود" ، وكانت دائما ترقينا وتُبَخرْنا من عيون الخلق ، وعهدنا فيها رقية خاصة إذا أصاب أحدنا مكروه نتيجة للحسد ، أو درءا لنا من عيون الآخرين ، وكنا نقابل هذه الرُّقية عادة بالضحك وربما بالاستخفاف ، ولكنا أدركنا فيما بعد أن الكثير مما كانت تفعله مأثور عن الأولياء الصالحين.كانت هذه الرقية تبدأ بقراءة آية الكرسي ، ثم تقول "حفضتك (أى حفظتك) بآية الكرسي..بإذن الله ما يصيبكشي" ، كما كانت خبيرة بعملية البخور ولوازمها ، وكثيرة التردد علي محلات العطارة ، لشراء مواد البخور ، مثل الشبة ، والخرزة الزرقاء ، والفكك والفكوك (اشتهرت في ذلك الزمان أغنية "معانا الفكك والفكوك" للمطرب الشعبي عمر الجيزاوى)..إلخ ، وتعمل عروسة من الورق وتقوم بتخريمها بالإبرة قائلة "رقيتك واسترقيتك من عيني ومن عين فلانة وفلانة ومن عين اللي شافوك ونضروك (نظروك) ولا صَلّوش ع النبي" ، كما كانت تقتني ما يعرف بـ"طاسة الطّرْبة" لاستعمالها في حالات الخَضّة.



* أما في حالات الغضب من أحدنا ، فكان أقصي ما ينطلق من لسانها مايلي: يا صَنم ، يا بَجم..، قوم قامت قيامتك ، روح اتخمد.. وتسخر من امتناع أحدنا عن الكلام فتقول: سُكتم بُكتم ، اللي مايرد جوابُه السيف أولي بُه...إلخ.
ـــــــــــــــ
* أما عن الخبرات القانونية والدراية بالإجراءات الإدارية ، فحدث ولا حرج ، نظرا لانغماس
الوالد كلية بالعمل (انظر: إهداء إلي روح الوالد) ، وتطبيق الورديات في معظم الأحيان ، مما ألقي عليها المزيد من الأعباء ، خاصة بحكم اقتنائها للمنزل ، ومباشرة أعمال البناء وتوصيل المياه والكهرباء والصرف الصحي وتراخيص البلدية وومخالفاتها والعوائد العقارية...إلخ.وفيما يلي ـ علي سبيل المثال ـ بعض البنود الملفتة للنظر في التعاقد (محرر باليد وليس نموذجا مطبوعا) الذى تم مع المقاول المرحوم عبد المجيد أبو زيد لعمل سقف خرسانة بالمنزل ، وذلك بتاريخ 18/11/1949: بند أولا: تعهد الطرف الأول (المقاول) بأن يقوم بعمل سقف بالدور الأرضي من بتن مسلح سمك 10 سم مع عمل الشكمة والبلكون المتفق عليه ويكون الفرش 7 في المتر من حديد 3 لنية ، والغطاء 6 في المتر من حديد 5ر2 لنية مع عمل الكمرات الموضحة بالرسم. مع العلم بأن تكون الخلطة بالزلط الجيد الجديد والأسمنت والرمل 1 متر زلط ، 5ر3 مثر رملة ، 5ر3 كيلو جرام أسمنت. ثانيا: يبتدئ العمل من يوم الجمعة الموافق 18 نوفمبر 1949 وينتهي في آخر الشهر 30 نوفمبر 1949 وإذا تأخر الطرف الأول (المقاول) عن التسليم في المدة المقررة يدفع عن كل يوم نيها مصريا ، وإذا تأخرت حضرة المالكة عن دفع أى قشط من الأقساط الشهرية المذكورة بعد ملزمة بدفع جنيها مصريا عن تأخير كل شهر..وهكذا. ومن المؤكد أن التفاصيل الواردة بالعفد جاءت بناءا علي طلب وإصرار الوالدة رحمها الله.


ــــــــــــــ
أمير الشعراء أحمد شوقى
يقول في إحدى قصائده: الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق
* كانت مدرسة في حد ذاتها تعلمنا منها الكثير ، رغم وصولنا إلي الجامعة والدراسات العليا ، ورغم أنها كانت أمية تماما لعدم تعلمها القراءة والكتابة..في نفس الوقت ، فقد فشلنا في تعلم الكثير منها أيضا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن القليل الذى تعلمناه منها ما يلي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـ الكثير من اداب الطعام ، وعلي سبيل المثال أكل الطعام من الجهة التي تقابلني في الطبق ، وعدم بعثرة الطعام علي حواف الإناء ، مما كان مثار دهشة بعض الزملاء في العمل أثناء اشتراكنا في تناول الطعام ، حيث لاحظوا تحرك الملعقة في طبق الأرز بطريقة هندسية.
ـ ضرورة شرب الماء البارد قبل الخروج من المنزل ، منعا من الإصابة بأمراض البرد ، ولا شك أنها سمعت هذه النصيحة الطبية من الراديو أو التليفزيون ، ولكنها استوعبتها جيدا وحرصت علي نشرها بيننا ، حتي ترسخت في طباعنا ، وعلمناها لأولادنا بالتالي.
ـــــــــــــــــــ ـ القواعد الأساسية للنظافة البدنية ، مثل غسل اليدين بعذ قص الأظافر ، للتخلص من الأوساخ المتراكمة داخلها بمرور الوقت ، والتي ربما لا تراها العين.
ـــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــ
* تحملت رحمها الله الكثير من المآسي علي مدى حياتها ، سواء كانت بقعل البشر ، أو من صنع القدر.وكانت تتذرع بالصبر ، ورباطة الجأش ، واللجوء إلي الله بالصلاة والدعاء ، والإيمان بقدرته عز وجل علي تفريج كل كرب وهم.
وظلت والدتي تحتفظ بها في أوراقها حتي وفاتها فقد منيت في بداية الزواج بفقد أول طفلين متتاليين..
جدتي لأمي.. المرحومة فاطمة درويش مصطفي أبو علفة مع نادية ابنة شقيقتي وفي منتصف العمر بفقد والدتها التي لم تفارقها يوما واحدا ، وفي أواخر العمر بفقد حفيدتها في ريعان شبابها وعقب تخرجها من الجامعة بعدة شهور وقبل أن تتسلم شهادة التخرج! وبقدر ما أصابها الحزن المضاعف من أجل الفقيدة ومن أجل أمها ، إلا أنها كانت مؤمنة بقضاء الله ومشيئته.. وذلك بالإضافة إلي المشاكل المرتبطة بزواج البنات ، وخاصة الإبنة الكبرى التي ترتب علي زواجها من إبن عمها مالا يتصوره أحد من مشاكل ، سواء كانت اجتماعية أونفسية أوصحية! ونسأل الله أن يعوضها خيرا ويجزيها أحسن الجزاء.

ـــــــــــــــــــــــــ

من عام 1965 إلي أن توفيت في 2002
وكانت قد وافقت علي تلبية رغبتنا وترك بيتها الذى شيدته في بوالينو علي مدى الأيام والليالي ..
ثم بدأنا نتركها بعد الزواج واحدا بعد الآخر
حيث كنت أركن السيارة أثناء زيارة الوالدة في العمارة المقابلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن ابن عمر -رضي الله عنه-: من اتقى ربه ووصل رحمه، أنسئ له في عمره، وثري ماله، وأحبه أهله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــ
يوم لا ينسي..تاريخ وفاة الوالدة رحمها الله ، بعد نقلها إلي العناية المركزة بالمستشفي الخاص بأربعة أيام..
{ يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي * وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }
(سورة الفجر: 27/30)
* إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء فقال: يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل صالحاً عسى أن نكرمك من أجله..
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقد حضرت فيها الكثير من الحالات ، منها تشييع جنازة المرحوم حسن عبد العال زوج شقيقتي
الذى كان يشغل منصبا قياديا في محافظة الإسكندرية
مما جعل المستشار إسماعيل الجوسقي المحافظ الأسبق يتصدر المشيعين
دخول المنارة من الباب "الوسطاني" والمؤدى إلي المثوى الأخير للوالدة ..

ــــــــــــــــ
ــــــــــــــــ
الدعاء للوالدة
ــــــــــــــــ
اللهم أغفر لوالدتي ، وارحمها ، واعف عنها ، وأكرمها
اللهم وسِّع مُدخلها ، وأدخلها الجنة ، واغسلها بالثلج و الماء والبرد
اللهم يمِّن كتابها ، وهون حسابها ، وليّن ترابها ، وثبت أقدامها ، وألهمها أحسن الجواب
اللهم طيّب ثراها ، وأكرم مثواها ، واجعل الجنة مستقرها و مأواها
اللهم نوّر مرقدها ، وعطّر مشهدها ، وطيّب مضجعها
اللهم آنس وحشتها ، وارحم غربتها ، وقها عذاب القبر وعذاب النار
اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم أفسح لها في قبرها ، واجعله روضة من رياض الجنة ، ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم انقلها من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور و القصور ، مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين و الصالحين والشهداء
اللهم اجعل لها من فوقها ومن تحتها ومن أمامها ومن خلفها وعن يمينها وعن يسارها نوراً من نورك يا نور السموات و الأرض اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها ، وأهلا خيرا من أهلها ، و زوجا خيرا من زوجها ، وأسكنها فسيح جناتك في الدرجات العلي
اللهم إن كانت قد أحسنت فزد في حسناتها ، وإن كانت قد أساءت فتجاوز عن سيئاتها يا أكرم من سئل ، و يا أوسع من جاد بالعطايا ، خفف أحمالها ، وحط من أوزارها ، واجعلها في مقام من قام لك بالقرآن أناء الليل و أطراف النهار
اللهم كُن لها بعد الحبيب حبيباً ، ولدعاءِ من دعا لها سامعا و مجيبا ، واجعل لها من فضلك ورحمتك وجنتك حظا و نصيبا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين
وصلي الله على سيدنا محمد ، وعلى آله و صحبه و سلم
ردحذفتركيب غرف نوم بالمدينة المنورة
نقل عفش بالمدينة المنورة
شركة نقل عفش بالمدينة المنورة
شركة نقل اثاث بالمدينة المنورة
مكافحة البق بالمدينة المنورة
شركة مكافحة حشرات بالمدينة المنورة
مكافحة حشرات بالمدينة المنورة
رش مبيدات بالمدينة المنورة
كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة
كشف تسربات المياه بدون تكسير
شفط بيارات بالمدينة المنورة
شركة كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة
شركة تسليك مجارى بالمدينة المنورة
شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنورة
غسيل خزانات بالمدينة المنورة
عزل اسطح بالمدينة المنورة
شركة عزل خزانات بالمدينة المنورة
شركة تنظيف بيوت بالمدينة المنورة
شركة تنظيف كنب بالمدينة المنورة
شركة تنظيف سجاد بالبخار
شركة تنظيف مجالس بالمدينة المنورة
شركة تنظيف موكيت
تنظيف شقق بالمدينة المنورة
شركة تنظيف منازل بالمدينة المنورة
تنظيف الخزانات بالمدينة المنورة
نقل عفش
شركة نقل عفش
نقل عفش بالمدينة
نقل عفش في المدينة المنورة
نقل الاثاث بالمدينة المنورة
شركة نقل اثاث بالمدينة المنورة
شركات نقل العفش بالمدينة المنورة
افضل شركة نقل عفش بالمدينة المنورة
نقل اثاث بالمدينة المنورة
نقل عفش بالمدينة المنورة
مكافحة حشرات بالمدينة المنورة
غسيل خزانات بالمدينة المنورة
تنظيف شقق بالمدينة المنورة