الجمعة، 17 يوليو 2009

والدنا المرحوم محمد إسماعيل

الوالد المرحوم محمد إسماعيل حسن
* الصورة تحمل خاتم قسم الاشتراكات بمحطة قطار سيدى بشر ، حيث كان يستقله يوميا بعد التقاعد عن العمل ، لكي يرعي شئون نجلنا الأول محمد ، في إحدى مراحل طفولته المبكرة ، عندما تعذر الحصول علي شغالة..وبينما هو عائد في إحدى المرات ليلا ، إذا بغلام يصدمه بدراجته ، فوقع علي الأرض في أول شارع محرم بك ، وأصيب بكسر في عظام الحوض ، أدى إلي رقوده عدة أشهر ، حتي لحقه المرض الذى لم يفلح معه زيارة الطبيب لأول مرة في حياته ، إلي أن وافته المنية.
* كان مثالا للكفاح المتواصل ، لكي يوفر لنا مقومات الحياة الكريمة والتربية القويمة ، فكان بمثابة الجندى المجهول ، الذى التزم بموقعه المحدد ، بعيدا عن الأضواء ، وكل همه يتلخص في مواصلة الليل بالنهار ، للإنفاق علي هذه الأسرة. * تعلمت من والدى ـ رحمه الله ـ الميل إلي قضاء معظم الوقت في البيت ، ومحاولة الاستمتاع بالحياة المنزلية مع الأسرة ، حيث كان غاية متعته بعد العودة من العمل الجلوس بيننا ، وخاصة في ليالي الشتاء.ومن هنا كان ـ وما يزال ـ اهتمامي بتوفير كافة وسائل الترفيه والتثقيف داخل المنزل.
* كما كان له الفضل الأول في تعلمي الصلاة في وقت مبكر ، وكيفية أدائها ، والتعلق بالمساجد منذ الصغر ، ومحاولة قراءة متون الأحاديث النبوية من خلال المطبوعات التي كان يحضرها من جامع جبر ، أقرب الجوامع إلي بيتنا في شارع المحتسب ، والتطلع لاقتناء أول مصحف في حياتي ، ثم الكتب الخاصة بتعلم الصلاة وبقية أركان الإسلام ، وخاصة كتب الحاج عباس كرارة الشهيرة ، والتي كانت نواة مكتبتي الخاصة فيما بعد.. (اقرأ:
إهداء وافتتاح)

عربة خشبية شبيهة بتلك التي حلمت بها أثناء مرضي وأنا صغير

* لقد كان رحمه الله مثالا نادرا للعطف والحنان ، مما جعله سريع الاستجابة لطلباتنا ونحن صغار ، مهما كلفته من مشقة ، ومثال ذلك عندما كنت أحلم خلال إحدى فترات المرض ، بعربة خشبية ذات ذراعين ، ووعدني بتوصية النجار لعملها ، وفي الميعاد المحدد لاستلامها كدت أطير من السعادة عندما سمعت صوت عجلاتها عندما اقترب بها من المنزل في سكون الليل أثناء فصل الشتاء ، حيث كان يدفعها أمامه من كرموز حيث مقر عمله إلي منزلنا في بوالينو!

* كما كان شديد التعلق بالأسرة والحياة داخل البيت ، كان غاية متعته بعد العودة من العمل الجلوس بيننا ، وخاصة في ليالي الشتاء. وقد ورثت عنه هذه الصفة إلي حد كبير ، حيث أن أسعد الأوقات بالنسبة لي هي التي أقضيها في المنزل بين أسرتي ، والاستمتاع بالحياة المنزلية مع الأسرة ، ومن هنا كان ـ وما يزال ـ اهتمامي بتوفير كافة وسائل الترفيه والتثقيف داخل المنزل. ولقد عانيت أكبر المعاناة خلال الشهور الثلاثة الأولي من الإعارة إلي ليبيا انتظارا لوصول أسرتي ولحاقها بي ، بينما فضل العديد من الزملاء المعيشة "عزابا" دون اصطحاب أسرهم ، بسبب اضطراب العلاقات بين البلدين طوال مدة الإعارة.
(الحديث متصل)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق