ـــ الشق الحنجرى ـــ
* أدينا بندعي ليل مع نهار ومع كل طلعة نفس
ربنا يلطف بيها ويهون عليها ويقويها وياخد بإيدها ويشفيها
أنا دموعي لم تجف النهارده بسبب صورتها اللئ سيطرت علي دماغي وهي تمتص الخراطيم المتددة داخل جسمها ولعابها يغسل هذه الخراطيم اللي مسببالها إزعاج لا يتحمله إنسان وكأنها تحاول التخلص منها بدون جدوى!
ياريتني ماشوفتها ، وأنا كنت بتجنب النظر إليها من ساعة ماحطوها ع الجهاز ، لولا إنهم نادوني لما شافوها بتستجپب معتقدين أنها لما تسمع صوتي حتفوق!
* لا حول ولا قوة إلا بالله!
أمال لما يعملوا كمان الشق الحنجرى حتعمل إيه؟!
* منهم لله اللي تسببولها في كل اللي حصل وربنا يخرب بيوتهم البعدا.. عملوها حقل تجارب وجابولها أسوء حاجة ينتظرها المريض!
وهي لاتستحق حاجة من دى خالص ، إنسانة طيبة وفي حالها وأميرة وتحب الناس كلها وعمرها ماتجيب سيرة حد ولو سمعتني دلوقت وأنا بشتم فيهم وبدعي عليهم كانت حتزعل مني وتقوللي بلاش شتيمة وحرام تدعي علي حد!
* أنا خلعت ضرس والتاني في الطريق وحياتي اتلخبطت ع الآخر ، بصلي ومش عارف صليت إيه واتوضيت وبنشف لقيتني ماغسلتش رجليا وطالع م المطبخ رايح الحمام لقيت نفسي قدام البلكونة وإعلانات التليفزيون عن رمضان وأغانيه ومسلسلاته اللي الناس منتظراها فقدت طعمها ومذاقها اللي اتعودنا عليه طول عمرنا ، ومش عارف آخرتها إيه!
* وبعدين في المشكلة دى!
عيني غفلت قدام التليفزيون ولما فتحت بصيت عليها شايفاني لما نمت واللا لأ ، مالقيتش حد قاعد!
ودى مش أول مرة
أنا بصحي ف الفجر ومتهيألي إنها موجودة ، وبعدين أفوق علي الصدمة !
علشان كده بفكر جديا في دار المسنين اللي باعتينلي الأسعار بالاسم وكأنهم عارفيني!
* زى التوقيت ده كانت متعودة تاكل حاجة بسيطة في بعض الأيام ، وكانت هذه الحاجة لا تتعدى حتة جبنة بيضا ولقمة ناشفة صغيرة وخيارة أو ورقتين خس أو جرجير
وكنت أنا في معظم الأوقات اللي أعرض عليها: أجيبلك إيه تاكليه؟
وأحيانا أكون مش واخد بالي ألاقيها تقوللي: مش عاوز تاكل حاجة؟ فأرد عليها: ماشي ، أجيب إيه؟ ولو مش جعان أقول لها: حاضر حجيب لك اللي انتي عاوزاه بس أنا مش عاوز ، وأحيانا أكون أنا ليا نفس للأكل ، خصوصا لما يكون عندنا عيش فينو من فتح الله بيجيبه سامح ، وألاقيها هي مالهاش نفس أقعد أتحايل عليها علشان تاكل معايا ، فتستجيب وتقوللي طيب هات حتة جبنة وربع رغيف ، فأقوم بوضعها في التوستر بدلا من تسخينها ع البوتاجاز زى العيش العادى ، مما يجعلني في منتهي السعادة!
دلوقتي أنا عايش في الماضي اللي للأسف انتهي بالشهر اللي قضته في العناية وحصل خلاله ماحصل ، وما لم نتخيل حدوثه في يوم من الأيام!
أما الحاضر فهو المشكلة الحقيقية!
* أنا في الآونة الأخيرة كنت أدعو الله عندما آوى إلي فراشي أن يجعل يومي قبل يومها ، وكنت أتوسل إلي الله في هذا الدعاء ، وخايف ربنا مايستجبش لدعائي ويتفرض عليا إني أشوفها هي تسبقني وأقعد أنا أتجرع مرارة الفراق!
وللأسف ماكنتش أتوقع يحصل لها كل اللي حصل ده وأشاهده أنا بنفسي وأمام عينيا!
ويتملكني شعور بأن فيه حاجة غلط حصلت!
وهي أن وداد كانت ضرورية جدا لاستمرار حياة العائلة وردية وترفرف عليهاأجنحة البهجة والسعادة ، أما أنا فإن وجودى علي قيد الحياة أصبح زى عدمه بالضبط ، وباختصار شديد: لو حصل لوداد حاجة يبقي البيت ده اتخرب!
وأكون أنا الشاهد علي هذا الخراب!
فماذا أقول غير: حكمتك يارب!
يارب ياعالم بحالي
أنت غني عني وعن سؤالي اللهم هئ لها مافيه الخير
واجعل الحياة زيادة لها في كل خير
واجعل الموت راحة لها من كل شر
وهون عليها والطف بيها..
مش قادر أدعى أكتر من كده ، بعدما أصبحت الأمور تزداد تعقيدا كل يوم والتاني
* الكرسي متعدد الأغراض
مقر إقامتها ومعيشتها ونومها ويقظتها
وعليه الملايات والبطانية بعدما أرسلها إسلام للمكوى
وتم توجيهه نحو الاتجاه الصحيح للقبلة لكي تصبح صلاتها مضبوطة
يارب ترجع تصلي عليها وتقرأ القرآن لكي تظل البركة داخل البيت
* ساعة واحدة اللي نمتها!
مش قادر أنسي منظر الخراطيم الممتدة داخل بقها!
هي لو حاسة بنسبة ١٪ تبقي مصيبة!
أزاى هي تتحمل مثل هذا الجسم الغريب المؤلم المزعج المقلق للراحة؟!
تجربة صعبة فوق الوصف وأنا مش عارف ازاى بيحاولوا يفوقوها وهي متمزقة من جوه بفعل هذه الخراطيم الصلبة؟!
ده المفروض يتخلصوا من ده كله وبعدين يفوقوها!
لكنهم لسه ناويين يعملولها شق حنجرى!
يعني لسه قدامها مرحلة جديدة من العذاب!
ياربي!
بقي بعد عذاب سنتين كاملتين مابين كسور وعمليات وآلام مستمرة آناء الليل وأطراف النهار..تبقي دى مكافأة نهاية الخدمة اللي تستحقها؟!.
أستغفر الله العظيم.
أنا حيجيني لوثة أو هستريا أو شلل رباعي من كتر التفكير!
والعمل !؟
أنا عندى مايملأ فراغ أى إنسان
عندى عدد ٦١ مدونة لو قعدت ٢٤ ساعة أشتغل فيها وفي تحديثها وتغذيتها مش حيكفي وعندى منشوراتي المتجددة من خلال خساباتي العديدة ع الفيسبوك وتويتر والتي تتضمن آرائي وتعليقاتي علي الشأن العام والأحداث الجارية والحياة الثقافية وبرامج الإذاعة والتليفزيون
ولكني لم أعد لدى الرغبة ولا الإرادة ولا العزيمة ولا الدوافع ولا الظروف النفسية المشجعة!
حاجة واحدة اللي شاغلاني وشاغلة تفكيرى ، عما لحق بشريكة حياتي ورفيقة عمرى خلال الشهر الأخير وإيه اللي خلاني أوافق علي عودتها للعناية وكل الحكاية تتمثل في انخفاض مفاجئ في الضغط ، وكان علاجه في منتهي البساطة بوقف الدوا المدر للبول اللي هم كتبوه وإعطائها حاجة حادقة أو مالحة وعندها الجبنة القديمة اللي بتموت فيها ، وكان الضغط اتظبط وبعدين نعيد النظر في مدرات البول المناسبة ، مش نسمع كلام منه لله اللي طلبناه لمتابعتها فإذا به يغرقنا ويورطنا ويدخلنا ف متاهة مش عارفين نخرج منها ، وعمل منها حقل تجارب لناس لسه بيتعلموا الطب وعاملينلي فيها استشاريين ، وهم كل خطواتهم غلط في غلط وكل خطوة تنقلنا إلي ماهو أسوء ، حتي حطوها علي جهاز التنفس الصناعي وبعده ماكينة الغسيل الكلوى وبعده الشق الحنجرى ، وياعالم تنتهي علي إيه!
* خلاص مافيش نوم الليلة
حقوم أتوضا وأصلي ركعتين وأقرا شوية في القرآن علي مايؤذن للفجر واضح إني داخل علي نوبة أرق جديدة وسبحان اللي يخرجني منها
كانت بتشاركني شوية من الأرق ده لكن دلوقتي المفروض أدور علي منوم!
ـــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق