ـــ وداد في ذمة الله ـــ
خلاص
أتي أمر الله
اليوم اللي ماكنتش عاوز أشوفه
ماتت وداد!
زوجتي وحبيبتي وشريكة حياتي ورفيقة عمرى وتوأم روحي ، بل واللي أصبحت بديل أمي التي رحلت منذ 22 عاما أصبحت وداد في ءذمة الله
انتقلت إلي رحاب الله
لقد تعذبت وتحملت الكثير خلال الشهر الأخير
لم تصارع المرض ولكنها صارعت تجار المستشفيات وعديمي الضمير
بعدماوقعنافي شراك مايسمس "العناية المركزية في البيت" أو" المستشفي المتزلي"
وماهم بعناية ولا مستشفي
إنهم حشد من الأطباء والممرضين لا يظلهم كادر بسشرى
ولكنهم يعملون باليومية ويتقاضون أجورهم باليومية
(للحديث بقية)
النهارده الجمعة ٢٧ من شعبان ١٤٤٥/ ٨ مارس ٢٠٢٤ وعقب صلاة الجمعة في جامع المواساة
أدينا صلاة الجنازة علي روحها الطاهرة
وقمنا بدفنها في مدافن الناصرية ، الي تقع في حي برج العرب ، لتصبح ثاني من يدفن هناك بعد شقيقتي نعيمة ، بعدما ظلت مغلقة علي مدى نحو ٢٢ سنة
رجعنا الشقة بدونها لكي أبدأ حياة عزوبية متأخرة ، ترفرف عليها ذكريات سعيدة ، وكأنني استيقظت من حلم جميل علي كابوس مخيف!
حمادة اتصل بي حوالي الساعة ٤ ص عندما رآني سهران ع الجروب
وناقش معي فكرة الإقامة في دار مسنين وحذرني من الحمام المشترك مع آخرين ، مما جعلني أصرف نظر عن الفكرة
داليا استأذنت وروحت هي وأسرتها ، وسألت إسلام متي يسافر فقال أنه قاعد ليوم الاتنين
طيب وبعد كده؟
ياسر وزوجته بسنت وطلبوا مني المعيشة معهم في الرياض
أو ع الأقل مشاركتهم في أداء عمرة
اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها وطيب ثراها وأحسن مثواها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس وأبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها وأدخلها الجنة وإعذها من عذاب القبر وعذاب النار
السبت ٩ مارس
"صباحية" وفاة وداد!
اتجمعنا النهارده داليا وإسلام وأسرتيهما وأنا
بس كان الكرسي بتاعها خاليا!
ورغم المحاولات المتبادلة لجعله يوما عاديا ، فقد كان الحزن يخيم عليه..
عن نفسي فلم تغب عن ذهني لحظة واحدة..ومابين وقت وآخر لازم يخطر علي بالي حاجة من الحاجات التي تتميز بها وأقوم بالحديث عنها
مش قادر أصدق إنها خلاص لم يعد لها وجود وتحولت إلي رصيد ضخم من الذكريات السعيدة ، انتهت بتلك الأيام التي قضتها في "العناية" المزعومة وأدت إلي وفاتها بعد قضاء ٨ أيام في عناية جمأل عبدالناصر
وفي
محاولة للحديث عنها بواقغية ، طرحت داليا موضوع الصدقة الجارية وهي يعتبر
التبرع لدار رعاية الأيتام اللي أقامها الزميل عبد الننعم شيبوب صدقة جارية
أم لا ، ثن تحدثنا عن تسليم بقايا الأدوية الكثيرة ألي أحد المساجد
،والكرسي المتحرك إلي إحدى المستشفيات ، وبعدين لما نزلت داليا سألت أسرة
إسلام عن المكان الناسب لوضع صورتهاالمكبرة المنتظر عملها ، وأنا في دماغي
مكان لا يخطر علي بال أحد
الساعة 1.15 تقريبا
وأحاول أنام بدرى شوية
الحمد لله ع اللي يجيبوا ربنا
عارف إن هي دى الحياة
لكن المعرفة شئ وخوض التجربة شئ آخر
ربنا مايوريكم فقد الحبيب والرفيق والصديق والعشير والصدر الحنون والقلب العطوف والسند الوحيد ومرفأ الأمان وملجأ الاطمئنان
خصوصا في مثل هذه الأيام المفترجة
ربنا مايحكم علي حد
الليلة أول سحور
وأول سحور في حياتي الزوجية بدون وداد
والليلة أول صلاة تراويح
وأول تراويح أؤديها والبيت خراب من غيرها
كنا نصلي التراويح ونعمل شاى السهرة ومعاه حتة كنافة أو شوية قطايف وبعدين نتفرج معا علي برامج التليفزيون
أو اللي تايز ينام ينام والتليفزيون شغال
كانت هي تقرأ في صلاة التراويح جزء كامل من القرآن بحيث تختم القرآن مع نهاية الشهر
وكنا متعودين من أول الجواز علي تأخير السحور عملا بالسنة النبوية
ونصلي الفجر ونقرأ ماتيسر من القرآن
إن قرآن الفجر كان مشهودا
كل ده المفروض أعمله وهي مش موجودة
والله أعلم هي فين دلوقت!
يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي
وياما ناس كتبت مقالات وألفت كتب وقالت أحاديث عن الحياة بعد الموت ، لكن كلها اجتهادات شخصية
هل هي حاسة بينا؟
هل هي مرتاحة واللا تعبانة؟
هل هي سعيدة واللا حزينة؟
هل هي تضحك أم تبكي؟
هل هي تتألم أم تتمتع؟
علمها عند الله وربنا لم يخبرنا بهذه الأمور
وذلك كسر من أسرار الحياة الأخرى
ولحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق