* هم اللي وصلوها لكده وقالوا ان عندها حاجتين في رسم المخ مالهومش علاج
حتي بره!
وعاوزين يعملولها عملية بذل نخاع ما اعتقدش تستحمله
يعني كنا متعشمين تقعد يومين تلاتة وتطلع من الجهاز
لكن اتضح إنها حتفضل عليه إلي أجل غير مسمي
ومش حينفع يفصلوا الجهاز عنها طول مافيها روح
* وأنا مش متحمل أشوف الناس ديه وهي داخلة وطالعة الشقة علي مدار اليوم ومش
عارف أروح منهم فين
غير بقي صورها خلال السنتين اللي فاتوا وهي تتعذب بين المستشفيات والعمليات
والكسور والحقن وخاصة حقن الركبة
وفضلت قعيدة
ومع ذلك كانت صابرة وعمرها ماقالت ليه ياربي
وكانت بتحاول تتعايش مع الألم
وبتعافر علشان تتحرك بالمشاية للحمام والمطبخ ولما تعبت بقيت بالكرسي
المتحرك تمشيه برجليها!
وبحلم بالعفاريت سكنت معايا الشقة ونازلة ضرب فيا
من دلوقت مش عارف أعمل إيه
* وياسر ياعيني نزل علشان يشوفها ويطمن عليها
وآهو حيرجع وهي بين الحياة والموت
حتي العيال يأسوا ومشغلين لها قرآن
بدعي ربنا مايطلع عليا النهار علشان ماتعذبش وأنا بشوف أيامها الأخيرة
ولاد الكلب وصلوها للمخ وهي كانت مشكلتها الالتهابات اللي في بقها وزورها
ومش عارفة لا تاكل ولاتشرب كذا يوم
وكانت منتبهة وفي كامل الوعي وهي بتقول بصوتها الضعيف شبعانة أو ماليش نفس
لدرجة إنهم لما عملولها حقنة شرجية لقوا مصارينها كلها فاضية
منهم لله البعدا
* يوم السبت ١٠ منه حضر بعض الاستشاريين بناء علي طلب إسلام للاطمئنان علي
الحالة ، فكانت النتيجة إنهم ضيعوا أى بارقة أمل في شفأئها ، وأخبرونا
بوضوح إن جميع أجهزتها تدمرت! وأنها في حاجة ضرورية لبذل النخاع! والغسيل
الكلوى! وقالوا صراحة إن الأمل ضئيل في شفائها!وعارفين كمان إن المستشفي
بتاعتهم مش مجهزة بالتجهيزات الثابتة ، مثل جهاز الأشعة المقطعية والرنين
المغناطيسي وماكينة الغسيل الكلوى ، ويستدعي الأمر نقلها وبهدلتها وهي علي
جهاز التنفس الصناعي
* الموقف دلوقت تعقد جدا ، أصبح المهم الآن هو كيفية فصلها عن الجهاز!
* مش طايق أشوف حد من المستشفي ديه بعد أن أحسست أننا وقعنا في أيدى عصابة
لا علاقة لهم بالطب ، وعمالين يستهلكوا من عندنا أكل وشرب وأدوات نظافة من
صابون تواليت سائل وبكر ورق تواليت وبدون أى فايدة ، وبعدما أوصلوا المريضة
ألي هذه الحالة المفقود فيها الأمل!
* أعترف أننا أنا وأولادها أجرمنا في حقها لما كنا نضغط عليها لاستدعاء أحد
الأطباء وهي ترفض بشدة ، ولو تصفحت دفتر التأمين الصحي لوجدت صفحاته بيضاء
باستثناء صفحتين تلاتة ، رغم أنها مقيدة علي عيادة علي بعد خطوات من
المسكن ، وتقع في نهاية شارع الإقبال!
* وآخر مرة داليا وإسلام هم اللي ألحوا علي استدعاء متابع لحالتها بعدما
خرجت من العناية بيومين ، وتصادف أثناء قيلس ضغطها بمعرفة الرجل الذى ضرب
لها حقنة تحت الجلد ، فوجده منخفضا جدا ٨٠/٥٠ ، وللأسف لما حضر الطبيب
المتابع اللي طلبناه وجد الضغط قد انخفض ألي ٥٠/٣٠ فطلب عودتها فورا
للعناية المركزة وعلي مستوى أعلي بيحث يتواجد بجانبها طبيب مقيم ٢٤ ساعة ،
ووافقنا بالطبع وبدا تجهيز العناية اللازمة في نفس المكان وهو الآرش ، ومن
هنا كانت البداية التي أدت إلي هذه النهاية!
* بإمعان التفكير في الموضوع تبين إن القوة البشرية التي تعمل في هذا
المستشفي الذي يطلقون عليه أول مستشفي منزلي في مصر ، تعاني من نقطة ضعف
خطيرة ، وتتمثل في أنهم منتدبون بالأجر من جهات متفرقة ، ولا يجمع بينهم
كيان أو مشروع أو جهاز معين ، وبالتالي فهم لا يشعرونربالانتماء إلي هذا
المدعو "ستشفي" ولا يخضعون لنظام متابععة أو محاسبة ، ويؤدون المطلوب منهم
خلال "اليومية" دون انتظار حافز أو خشية جزاء ، وتحولت ال"مستشفي" ألي
مشروع تجارى بحت!
* ربنا يلطف بيها وبينا خلال الأيام القادمة وهي بين الحياة والموت ، ونحن
نتعذب كلما رأيناها في هذه الحالة ، مع اضطرارنا إلي حسن استقبال الأطباء
والممرضين المقيمين والذين يتبادلون العمل كل ١٢ ساعة وتلبية كل طلباتهم ،
غير المتابعين بتوع العناية وعمال الخدماتالليرايحين وجايين طوال اليوم
وبدون نتيجة إيجابية ، وأصبحت القضية الآن متي تخرج من الجهاز؟!
* شريكة عمرى: ماذا أفعل أمام هذا الكارثة التي كنت أخشاها طوال حياتي معك ،
وكان دعائي في الأيام الأخيرة إن ربنا يجعل يومي قبل يومها ، ولكن الله
قضي باسترارى علي قيد الحياة لكي أراكي وأنت تصارعين المرض وهو ينتصر عليكي
ويضعك بين الموت والحياة!
* كل ركن في الشقة ، وكل ساعة من نهار أو ليلي وصورتك أمامي وانتي ومنذ
مجيئنا من أبو تلات بسبب الإصابة بالكورونا ، وعلي مدى السنتين الاخيرتين ،
وأنتي تجاهدين للتغلب علي المشاكل الصحية المختلفة وما ارتبط بها من دخول
مستشفيات وإجراء عمليات وترميم كسور وتعاطي كل وأصعب انواع الحقن ،
والالتهاب الخلوى وتورم الساقين والتزام الكرسي متعدد الاغراض وتحمل النوم
عليه علي ظهرك دون التمكن من التقلب منجانب لآخر مثل كافة البشر ، وأخيرا
التحرك بالمشاية وتحمل آلام الهشاشة ، أو استخدام الكرسي المتحرك بين مكان
إقامتك في مدخل الآرش إلي الحمام والمطبخ ، ورفضك غالبا قيامي بدفع الكرسي
او جره بدلا من مشيك به بقدميكي!
* ولو دخلت المطبخ أرى صورتك وأنتي جالسة علي المقعد المفضل وظهرك إلي
الحائط وبجانبك المنضدة وعليهاأدوات ونسالزمات الطبيخ أو عمل السلطة أو
تناول الإفطار منفردة غالبا بعد قيامي بتجهيز السفرة مقدماوبعد
الانتهاءمنتنالي طعامالإفطار ، أو مجتمعين عليالغداء ، باستثناء الأيام
اللي كنتي فيها متعبة وتتناولين الطعام أمام الكرسي متعدد الأغراض ، وفي
هذه الحالة كناأنا أوعيال داليا لما يكونواعندنا، نساعدك في التوضؤ للصلاة
* لا يمكن حصر الذكريات التيتربطني بيكي ياشريكة عمرى علي مدى هذه السنوات
ال ٤٧ التي عشناها سويا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق